الطب الشرعي هو فرع من فروع الطب المعتمدة ، يختص في تطبيق العلوم الطبية ، خدمة للكثير من المسائل القضائية التي لا يستطيع القاضي البت فيها بعيداً عنه .
فالطبيب الشرعي يكون ملماً بجميع فروع العلوم الطبية ، وكذلك بأمور القضاء والقانون ، ولو بشكل عام .
فعلى ملاحظاته وتقريره ، يتوقف مصير العديد من الأشخاص لأن من أهم ما يعرض على الطبيب الشرعي ، هو الاعتداء على الأفراد ، ومهما كانت طبيعة هذا الاعتداء ونتائجه، فإن على الطبيب هنا ، أن يعتمد على مهارته وخبرته وفوق ذلك على ضميره وحياده.
وليتذكر أن الشخص القادم للمعاينة الشرعية هو غير ذلك الذي يقصد الطبيب بحثاً عن العلاج والخلاص من الداء .
فمن مصلحة الأول أن يضخم حجم الإصابة والمعاناة ، وأن يبالغ في وصفها ووصف أثرها عليه ويلجأ إلى كل ضروب الكذب والحيلة لشرح ما يشكو منه كاملاً على خلاف المريض الذي يسعى للعلاج ويتقدم من طبيبه بكل صدق وبصراحة متناهية آملاً بأن يكون خلاصه على يد الطبيب المعالج.
وللخبرة الطبية الشرعية أهميتها عند الضحية والمتهم وعند القضاء .
فالضحية تسعى دائماً للانتقام من المتهم وتجهد في تحميله المسؤولية المعنوية والمادية وأهميتها بالنسبة للقضاء والعدالة تكمن في أن الخبرة الطبية توجه الدعوى باتجاه معين وتريح ضمير القضاء الذي يعمل على ألا تشوب مكانته شائبة وهكذا فإن الطبيب الشرعي يعمل في العلن و فوقه سلطة الضمير وسلطة القضاء
وكثيراً ما تلجأ المحاكم إلى تشكيل اللجان الطبية للنظر مجدداً في بعض القضايا .
والطبيب الماثل أمام المحاكم للإدلاء بالشهادة أو إعطاء رأي خبرة في قضية ما ، يجب عليه مراعاة الأمور التالية:
1-أن يكون بسيط الكلام يبتعد عن المصطلحات العلمية المعقدة ما أمكنه سبيلاً إلى ذلك .
2-عدم إطلاق النعوت والصفات مما يعطي تفسيراً خاصاً قد يستغله محامي الخصم على أنه تحامل أو تحيز مع طرف ما وعليه بالتالي الاختصار والإيضاح قدر الإمكان.
وتختلف مهنة الطبيب الشرعي عن مهمة الطبيب الممارس لعمله في العيادة أو المستشفى بالعديد من النواحي وأهمها:
1-إن الطبيب الشرعي هو الذي يقرر شدة الإصابة ووجود العاهة وقيمة العجز الناتج عنها .
2-يكشف حالات التسمم.
3-يقدر السن عند الإفراد خاصة المطلوبين للوظائف المدنية وخدمة العلم وذلك للمتهمين فالقاصر يحاكم بقوانين تختلف عن تلك التي يحاكم بها البالغ.
4-يبحث في قضايا الاغتصاب والحمل والإجهاض وسواها من الجرائم الجنسية التي يقف عليها شرف الفرد والعائلة .
5-يقوم بالتعرف على الأفراد مجهولي الهوية والجثث وأشلائها.
6-يبدي الرأي في أمور طبية أو استشفائية .
7-يعاين الجثث ، ضحايا الاعتداء ، وأحياناً يسعى إلى نبشها وتشريحها لتحديد سبب الوفاة .
8-يفحص البقع الحيوية : دم ، مني، بول، بقايا أطعمة.
9-يثبت الأبوة أو ينفيها.
التقرير الطبي الشرعي:
هو شرح وتفسير مكتوب بخبرة الطبية الفنية التي يقوم بها الخبير بناءً لطلب القضاء أو من يمثله ، وتتعلق بأسباب حادث ما فتبين ظروفه ونتائجه.
ومن أهم المسائل التي يطلب فيها من الطبيب الشرعي إبداء الرأي:
1-الوفيات المفاجئة ، غير المعروفة السبب خاصة عند أشخاص أصحاء ليسوا في سن متقدمة .
2-الوفيات المشبوهة أو التي تعقب عملاً عنيفاً أو حادثاً معيناً.
3-وفيات المساجين والموقوفين العدليين .
4-نبش القبر وتحديد سبب الوفاة خاصة عند الادعاء بالتسبب بالوفاة. 
5-المصابين جسدياً بعد اعتداء ما .
6-حوادث السير ، وحوادث العمل.
7-في قضايا تحديد السن ، وتحديد الأبوة 
8-في قضايا الاغتصاب واللواط والإجهاض الجنائي .
9-دراسة الحالية العقلية لشخص ما أو أهليته المدنية .
10-التحاليل المخبرية للبقع الحيوية ، ولكشف بعض المواد الباعثة على التسمم .
معاينة الجثث:
تبدأ المهمة بإطلاع الطبيب على مكان العثور عن الجثة أو تواجدها ومن ثم دراسة الأشياء في المحيط ونسبتها للجثة ويستحسن الاستعانة بالتصوير الفوترغرافي.
ويبدأ التقرير الطبي بالمقدمة التي تشمل على تاريخ المعانية ومكان إجرائها ، وعلى اسم طالب المعاينة والأفضل تدوين الطلب حرفياً ، وبعد المقدمة تعرض المشاهدات على الوجه التالي :
المشاهدات:
1-وضعية الجثة والمحيط الذي وجدت فيه وملابسها والبقع الموجودة عليها ، وما بها من تمزق أو تغير.
2-ما حّل بالجثة من تغيرات : زرقة جيفية، تيبس رمي... أو تفسخ وتحلل.
3-علامات مميزة للتعرف : الجنس ، العمر ، والقامة .
4-علامات الاختناق .
5-الإصابات الرضية : الكدمات ، الخدوش ، والجروح ودائماً بدءاً من الرأس نزولاً حتى أخمص القدمين .
التشريح:
1-التشريح حسب الأصول: العنق، الصدر، البطن ، والرأس وتسجل المشاهدات .
2-الفحوص المخبرية وهي التي تجري على البقع والسوائل والأنسجة .


أخيراً - مناقشة التقرير وتفسير النتائج وربط بعضها ببعض وإن الهدف من فحصص الجثث:
1-التعرف عليها في حال جهل الهوية .
2-معرفة سبب الوفاة إذا ما كان جنائياً أو ناتج عن أسباب مرضية وطبيعية .
3-السعي إلى تعين زمن الوفاة .
النتيجة :
يجب أن تكون موجزة واضحة خالية من أي تساؤل ، فغالباً ما يتجه القضاة مباشرة لقراءة النتائج دون التركيز على متن التقرير .
معاينة الإصابات، وتشتمل على معاينة الأحياء خاصة ضحايا الاعتداء والحوادث المختلفة وهنا يكون التقرير واحداً من اثنين :
1-قطعياً ويبين الطبيب فيه مدة التعطيل عن العمل ومقدار العجز إذا وجد .
2-لا قطعي "مفتوح" وهنا يحدد الطبيب في تقريره موعداً لمعاينة ثانية خاصة إذا كانت الحالة الطبية العامة لاتسمح بفحصه أو إذا كانت الإصابة اللاحقة به خطرة على حياته ، وهنا على الطبيب تبيان السبب الداعي لإعادة المعاينة ، كأن يكون الضحية في حالة غيبوبة ولايمكن تحديد وضعه منذ المعاينة الأولى .


تعليقات